*الســـؤال:
رجل عمره 70 سنة قام بأداء الحج، ويريد أن يحج عن والدته التي توفيت ولم تحج، ولم تكن قادرة ماديا على الحج، ويريد الحج عن زوجته التي توفيت ولم تكن قادرة على الحج من مالها الخاص، لكن كان زوجها قادرا على دفع كلفة حجها.
نظرا لحالته الصحية وكبره في السن: هل من الأفضل الحج عن أمه ثم عن زوجته، أو أن يدفع تكلفة الحج في صدقة جارية وينويها لهما؟
* الجـــواب:
الحمد لله
من بر الإنسان بوالديه، وحسن العهد لزوجته: أن يسعى فيما يكون رفعة في درجاتهم، وزيادة في حسنتهم بعد موتهم.
إذا دار الأمر لدى السائل بين أن يحج عنهم أو يتصدق بالمال عنهم فالذي نشير به عليه أن يبدأ بالحج، فيبدأ بالحج عن والدته ثم بالحج عن زوجته بنفسه، أو بدفع نفقة الحج لمن يحج عنهما، إذا لم يكن قادرا على الحج، وذلك لعظم أجر الحج، ولأنه قد تكون الفريضة تعلقت بهم لإستطاعتهم في وقت ما من حياتهم، ولو في شبابهم ففي الحج عنهم إبراء لذمتهم بنفسه، ولو قدر على أن يدفع النفقة لاثنين يحجان عنهما في عام واحد، فهو حسن.
سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: أيهما الأفضل الحج للميت، أو صدقة بتكاليف الحج على المحتاجين؟
فأجاب بقوله: إذا كان الميت لم يؤد الفريضة، فلا شك أنه إذا وكل من يحج عنه أفضل، لأنه يؤدي فريضة، أما إذا كانت نافلة فهنا ينظر للمصالح، إذا كان الناس في حاجة شديدة ومسغبة فالصدقة أفضل، وإلا فالحج عنه أفضل. إنتهى -مجموع الفتاوى21 / 263.
ثم إن تيسر له مال بعد ذلك، وأوسع الله عليه، ورغب في الصدقة عنهما: فليتصدق بصدقة جارية، ولو كانت يسيرة، وله أن يشرِك فيها نفسه ووالديه وزوجته، كالمساهمة في بناء مسجد، أو الإشتراك في حفر بئر أو بناء وقف على المحتاجين، أو نحو ذلك.
تنبيه:
ما ذكر في السؤال: لكن كان زوجها قادرا على دفع كلفة حجها، نحب أن نبين له أنه لا يجب على الزوج أن يتحمل عن زوجته نفقة الحج، ولو كان غنيا، وإنما ذلك مستحب يؤجر عليه، وهو من تمام الإحسان في العشرة، لكنه: لو لم يفعل: فلا إثم عليه.
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب.